إختيار الشريك الصالح
إختيار الشريك الصالح
( فاظفر بذات الدين )
في ظل الانفتاح الغربي علي العالم العربي وما يعنيه المسلم المتمسك بدينه
مما يراه من إنفلات أخلاقي في بعض المجتمعات وما تعانيه المرأة من تحديات من
التمسك بدينها تأتي الشريعة الإسلامية لتقدم التوجيهات الواضحة التي تساعد الزوج
في إختيار شريك حياته
فهو قرار يتخذه الرجل أو المرأة ولكن أهم قرار في حياته قد يترتب عليه صلاح أسرته أو فسادها فقد روي ابن ماجة في سننه « عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنما الدنيا متاع، وليس من متاع الدنيا شيء أفضل من المرأة الصالحة»[1]
فأهم مرحلة في الزواج وأخطر مرحلة هي إختيار الشريك الصالح الذي يجنبك
المشاكل والمخاطر التي تحاط بها الاسرة سواء ذلك فيما يتعلق بالزوج او الزوجة
فهل سيكون الأفضل
من هو ذا مال
او ذا جمال
أو ذا دين
إن الاختيار الامثل لمن هو ذا دين ( فاظفر بذات الدين ,و اظفري بذا الدين )
فقال النبي صلى
الله عليه وسلم في حث الزوج علي حٌسن
إنتقاء وإختياره لزوجته
ما رواه البخاري في صحيحه بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تنكح المرأة لأربع : لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك.»[2]
وحث النبي ولي الزوجة علي حسن إختيار الرجل الصالح لمن هي تحت ولايته «عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض".[3]
فأهم
أساس تبني عليه الاسرة في الاسلام هو الدين
فالدين
هو
الذي يحفظ حق الزوجة في الغضب والرضا
هو
الذي يجعل الزوجة تقوم بحقوق زوجها والزوج أيضا
هو
الذي يحمل كل طرفا من الاسرة مسؤليته
فقد روي البخاري في صحيحه بسنده أن عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله، وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها، ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده، ومسؤول عن رعيته. قال: وحسبت أن قد قال: والرجل راع في مال أبيه، ومسؤول عن رعيته، وكلكم راع، ومسؤول عن رعيته»[4]
هو
الحكم بينهما في كل الشئون والفصل بينهما في كل خلاف
هو
منبع الامان لكل من الزوجين بل الاسرة بأكملها
قال
تعالي في سورة التوبة ﭧ ﭨ ﭽﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﭼ [5]
فالدين أولاً ,اخيراً
فإن كانت ذا دين وجمال فتقدم علي صاحبة
الدين فقط وأن كانت دين وجمال ومال فتقدم علي من الدين والجمال ولكن أهم شئ ذات
الدين وذا الين أي ما ينطبق علي المرأى في الإختيار ينطبق علي الرجل في الإختيار
ولعلك لا تدرك من يوقع نفسه في التزوج بمن
ليست ذا دين أو ليس ذا دين فمن فعل ذلك فقد يلقي في الغالب ما ورد عن النبي صلى الله عليه
وسلم في
سنن ابن ماجه «عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تزوجوا النساء لحسنهن، فعسى حسنهن أن يرديهن [6]، ولا تزوجوهن لأموالهن،
فعسى أموالهن أن تطغيهن، ولكن تزوجوهن على الدين، ولأمة خرماء[7] سوداء ذات دين أفضل»[8]
ولعلي أذكر ما ورد في القصص الإسلامي من سوء الاختيار والمضار التي تقي في منزل الزوجية بسبب سوء الإختيار فقد حكى الأصمعى عن عجوز أخذت جرو ذئب وأدخلته بيتها وربته حتى كبر، فما كان منه إلا أن قتل الشاة فى غفلة منها!
فقالت شعرا:
بقرت شويهتى وفجعت قلبى … وأنت لشاتنا ولد
ربيب
غذيت بدرها وربيت فينا … فمن أنباك أن
أباك ذيب؟!!
إذا كان الطباع طباع سوء … فليس بنافع
فيها الأديب.[9]
وأنظر الي المواصفات التي ذكرها رسول صلى
الله عليه وسلم عن المرأة الصالحة التي تزيد المؤمن من التقوي وتعينه علي الطاعات فقد روي ابن ماجه في سننه عن أبي أمامة، عن
النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يقول: «ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا
له من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته،
وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله»[10]
ولذلك حث الإسلام علي النظر إلي المخطوبة
وإلي المخطوبة وعلل ذلك بما يذكر الان من الحب من أول نظرة ولكن شتان بين ما
يذكرونه وما يفعلونه وما يكون تحت راية الإسلام وتحت مظلة الزواج الحلال فقد روي
ابن ماجه بسنده - عن أنس بن مالك، أن المغيرة بن شعبة أراد أن يتزوج امرأة، فقال
له النبي صلى الله عليه وسلم: «اذهب فانظر إليها، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما[11]» ، ففعل، فتزوجها[12]
أسأل الله أن يوفقكم لحسن الاختيار وأن
تكون هذه الكلمات مفيدة نافعة وأن يهدينا جميعا لطريق الحق والصواب.
[1] «سنن ابن ماجه» ص400 حديث
رقم 1855
[2] صحيح البخاري (7/ 7)حديث
رقم 5090.
[3] سنن ابن ماجه حديث رقم 1967.
[4] «صحيح البخاري» (2/ 5)
[5] التوبة: ١٠٩
[6] يؤذيهن او معناها يوقعهن في مهلكة
[7] مقطوعة بعض الأنف ومثقوبة الأذن
[8] «سنن ابن ماجه» (3/ 63 ) حديث رقم 1859
[9] «موسوعة الطير
والحيوان في الحديث النبوي» (ص192)
[10] «سنن ابن ماجه» (1/
596 )حديث رقم 1857
[11] أي يوفق ويؤلف
[12] «سنن ابن ماجه» 1/ 599
حديث رقم 1865