الكد والسعاية المقدمة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فقد كرم الله المرأة في الإسلام تكريمًا عظيمًا، وأعلى من شأنها، وحفظ لها حقوقها، وحثّ على احترامها وإكرامها. يقول الله تعالى: { يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ شُعُوبٗا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٞ (١٣) } [الحجرات: 13]. ويقول صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء خيرًا" [1] (رواه البخاري ومسلم) ومن جملة الحقوق التي كفلها الإسلام للمرأة، حقها في الكسب والعمل والمشاركة في تنمية ثروة الأسرة وتكوينها. فالمرأة شريكة الرجل في بناء المجتمع والحفاظ على كيانه، ولها حقوق وعليها واجبات، كما أن لها جهدًا وعملًا يستحق التقدير والاحترام. . ومن هنا، كان الجدل الفقهي حول "حق المرأة في الكد والسعاية" في مال زوجها، وما لها في مقابل مساهمتها في تنمية ثروة الأسرة من حقوق مادية وأنصبة في المال ال...